السبت، 10 مارس 2018

قصيدة الشاعر الكبير عبدالله البردوني في مدح الرسول الكريم في مولدة

بشرى النبوءة

رقم القصيدة : 67537نوع القصيدة : فصحىملف صوتي: لا يوجد


بشرى من الغيب ألقت في فم الغاروحيا و أفضت إلى الدنيا بأسرار
بشرى النبوّة طافت كالشذى سحراو أعلنت في الربى ميلاد أنوار
و شقّت الصمت و الأنسام تحملهاتحت السكينه من دار إلى دار
و هدهدت " مكّة " الوسنى أناملهاو هزّت الفجر إيذانا بإسفار
***
فأقبل الفجر من خلف التلال و فيعينيه أسرار عشاق و سمار
كأنّ فيض السنى في كلّ رابيةموج و في كلّ سفح جدول جاري
تدافع الفجر في الدنيا يزفّ إلىتاريخها فجر أجيال و أدهار
واستقبل الفتحُ طفلا في تبسّمِهآياتُ بشرى و إيماءاتُ إنذار
و شبّ طفل الهدى المنشود متّزرابالحقّ متّشحا بالنور و النار
في كفّه شعلة تهدي و في فمهبشرى و في عينه إصرار أقدار
و في ملامحه وعد و في دمهبطولة تتحدّى كلّ جبّار
***
و فاض بالنور فاغتم الطغاة بهو اللّصّ يخشى سطوع الكوكب الساري
و الوعي كالنور يخزي الظالمين كمايخزي لصوص الدجى إشراق أقمار
نادى الرسول نداء العدل فاحتشدتكتائب الجور تنضي كلّ بتّار
كأنّها خلفه نار مجنّحةتعدو وقدّامه أفواج إعصار
فضجّ بالحقّ و الدنيا بما رحبتتهوي عليه بأشداق و أظفار
و سار و الدرب أحقاد مسلّخةكأنّ في كلّ شبر ضيغما ضاري
وهبّ في دربه المرسوم مندفعاكالدهر يقذف أخطار بأخطار
***
فأدبر الظلم يلقي ها هنا أجلاو ها هنا يتلقّى كفّ ... حفّار
و الظلم مهما احتمت بالبطش عصبتهفلم تطق وقفة في وجه تيّار
رأى اليتيم أبو الأيتام غايتهقصوى فشقّ إليها كلّ مضمار
وامتدّت الملّة السمحا يرفّ علىجبينها تاج إعظام و إكبار
***
مضى إلى الفتح لا بغيا و لا طمعالكنّ حنانا و تطهيرا لأوزار
فأنزل الجور قبرا وابتنى زمناعدلا ... تدبّره أفكار أحرار
***
يا قاتل الظلم صالت هاهنا و هنافظايع أين منها زندك الواري
أرض الجنوب دياري و هي مهد أبيتئنّ ما بين سفّاح و سمسار
يشدّها قيد سجّان و ينهشهاسوط ... ويحدو خطاها صوت خمّار
تعطي القياد وزيرا و هو متّجربجوعها فهو فيها البايع الشاري
فكيف لانت لجلّاد الحمى " عدن "و كيف ساس حماها غدر فجّار ؟
وقادها وعماء لا يبرّهمفعل و أقوالهم أقوال أبرار
أشباه ناس و خيرات البلاد لهميا للرجال و شعب جائع عاري
أشباه ناس دنانير البلاد لهمووزنهم لا يساوي ربع دينار
و لا يصونون عند الغدر أنفسهمفهل يصونون عهد الصحب و الجار
ترى شخوصهم رسميّة و ترىأطماعهم في الحمى أطماع تجّار
***
أكاد أسخر منهم ثمّ تضحكنيدعواهم أنّهم أصحاب أفكار
يبنون بالظلم دورا كي نمجّدهمو مجدهم رجس أخشاب و أحجار
لا تخبر الشعب عنهم إنّ أعينهترى فظائعهم من خلف أستار
الآكلون جراح الشعب تخبرناثيابهم أنّهم آلات أشرار
ثيابهم رشوة تنبي مظاهرهابأنّها دمع أكباد و أـبصار
يشرون بالذلّ ألقابا تستّرهملكنّهم يسترون العار بالعار
تحسّهم في يد المستعمرين كماتحسّ مسبحة في كفّ سحّار
***
ويل وويل لأعداء البلاد إذاضجّ السكون وهبّت غضبة الثار !
فليغنم الجور إقبال الزمان لهفإنّ إقباله إنذار إدبار
***
و الناس شرّ و أخيار و شرّهممنافق يتزيّا زيّ أخيار
و أضيع الناس شعب بات يحرسهلصّ تستره أثواب أحبار
في ثغره لغة الحاني بأمّتهو في يديه لها سكّين جزّار !
حقد الشعوب براكين مسمّمةوقودها كلّ خوّان و غدّار
من كلّ محتقر للشعب صورتهرسم الخيانات أو تمثال أقذار
و جثّة شوّش التعطير جيفتهاكأنّها ميته في ثوب عطّار
***
بين الجنوب و بين العابثين بهيوم يحنّ إليه يوم " ذي قار "
***
يا خاتم الرسل هذا يومك انبعثتذكراه كالفجر في أحضان أنهار
يا صاحب المبدأ الأعلى ، و هل حملترسالة الحقّ إلاّ روح مختار ؟
أعلى المباديء ما صاغت لحاملهامن الهدى و الضحايا نصب تذكار
فكيف نذكر أشخاصا مبادئهممباديء الذئب في إقدامه الضاري ؟ !
يبدون للشعب أحبابا و بينهمو الشعب ما بين طبع الهرّ و الفار
مالي أغنّيك يا " طه " و في نغميدمع و في خاطري أحقاد ثوّار ؟
تململت كبرياء الجرح فانتزفتحقدي على الجور من أغوار أغواري
***
يا " أحمد النور " عفوا إن ثأرت ففيصدري جحيم تشظّت بين أشعاري
" طه " إذا ثار إنشادي فإنّ أبي" حسّان " أخباره في الشعر أخباري
أنا ابن أنصارك الغرّ الألى قذفواجيش الطغاة بجيش منك جرّار
تظافرت في الفدى حوليك أنفسهمكأنّهنّ قلاع خلف أسوار
نحن اليمانين يا " طه " تطير بناإلى روابي العلا أرواح أنصار
إذا تذكّرت " عمّارا " و مبدأهفافخر بنا : إنّنا أحفاد " عمّار "
" طه " إليك صلاة الشعر ترفعهاروحي و تعزفها أوتار قيثار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

من رسالة أعمى لعصاه للشاعر/ محمد جميح

من رسالة أعمى لعصاه محمد جميح يا عَصايْ يا دليليْ إلى مُبتغاي يا دبيبَ أمانيَّ بين الدروب التي لا تَرى تِيْهَ أحلاميَ الحافيات ويا...